قائد «الحرس» الإيراني: قواتنا البحرية على أهبة الاستعداد للرد على أي تهديد

قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، الأربعاء، إن القوات البحرية الإيرانية على أهبة الاستعداد القتالي للرد على أي تهديد والتعامل مع أي سيناريو.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، شدد سلامي، الذي قام بزيارة وحدات القوة البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري»، على أن إيران «تبذل جهوداً جادة للحفاظ على مصالحها الإقليمية والبحرية».
وقال سلامي: «تم تقييم الاستعداد القتالي للقوة البحرية للحرس من الناحية الاستخباراتية والعملية. هذه القوة شهدت قفزة غير مسبوقة في القدرات القتالية في السنوات الأخيرة. تم تطوير مختلف الأنظمة القتالية المحلية».
وأشار سلامي إلى زيادة مدى مهام القوة البحرية لـ«الحرس الثوري» في المياه الدولية، قائلاً: «القوة البحرية للحرس الثوري قادرة على العمل بشكل جيد في المعارك البحرية القريبة والبعيدة المدى»، حسب تعبيره.
وفي وقت سابق اليوم، حذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية من أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تصعيد النشاط العسكري مما يؤثر بشكل مباشر على العمليات البحرية، وفق «رويترز».
ونصحت الهيئة السفن بتوخي الحذر عند المرور عبر الخليج وخليج عُمان ومضيق هرمز.
إسرائيل تنفي تهديدها بضرب إيران لإفشال المحادثات النووية
في السياق ذاته أنكرت إسرائيل ما جاء في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الذي أفاد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم تقويض المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، عبر توجيه ضربات لمنشآت تخصيب نووية إيرانية.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» -عن مصادر مطلعة- القول إن المسؤولين الإسرائيليين يخشون من أن يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حريصاً على التوصل إلى اتفاق مع إيران، لدرجة أنه سيسمح لطهران بالإبقاء على منشآتها النووية للتخصيب، وهو ما يُمثل خطاً أحمر بالنسبة لإسرائيل.
وأصدر مكتب نتنياهو بياناً ردّاً على التقرير، ووصفه بأنه «أخبار كاذبة»، وفقاً لوكالة «رويترز».
وعقدت طهران وواشنطن جولة خامسة من المحادثات النووية الجمعة في روما، وسط خلافات حادة حول تخصيب اليورانيوم في إيران، الذي تقول الولايات المتحدة إنه قد يفضي إلى تطوير قنابل نووية، وتنفي إيران أي نية لذلك. وهدَّد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران في حال فشل المسار الدبلوماسي.
ولا يزال إصرار الولايات المتحدة على تخلي إيران عن منشآتها لتخصيب اليورانيوم من النقاط الشائكة الرئيسية في المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، وترفض طهران هذا المطلب.
مسؤولون أمريكيون: 7 ساعات فقط تفصل تل أبيب عن قصف منشآت طهران النووية
جاء تقرير «نيويورك تايمز» بعدما كشفت «قناة 12» الإسرائيلية وموقع «أكسيوس»، الثلاثاء، عن مكالمة هاتفية حادة بين ترامب ونتنياهو حول إيران. وأفادت «نيويورك تايمز» بأن نتنياهو وترامب أجريا، على الأقل، مكالمة هاتفية «متوترة» نتيجة الخلاف حول أنجع وسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
ودفع هذا التوتر إلى سلسلة من الاجتماعات مؤخراً بين مسؤولين بارزين من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر مطلعة -لم تفصح عن هويتها- ذكرت أن المحادثات الجارية بين واشنطن وطهران قد تفضي، في أفضل السيناريوهات، إلى الإعلان عن بعض المبادئ المشتركة فقط.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تشعر بقلق بالغ من احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت يتيح لإيران الاحتفاظ بمنشآتها النووية لعدة أشهر، وربما لسنوات، إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأوضح التقرير أن هناك مخاوف لدى المسؤولين الأمريكيين من إقدام إسرائيل على تنفيذ ضربة مفاجئة ضد إيران دون تنسيق مسبق، استناداً إلى تقديرات استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل قادرة على التخطيط وشن الهجوم خلال أقل من 7 ساعات.
ونبه مسؤولون إسرائيليون نظراءهم في الإدارة الأمريكية بأن نتنياهو قد لا يتردد في إصدار أوامر بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، حتى في حال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.
«محادثة صريحة للغاية»
ووصل كبير مستشاري نتنياهو للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس الموساد، ديفيد برنياع، إلى واشنطن الاثنين لإجراء محادثات حول إيران. والتقى الاثنان بنائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، والمبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، ومسؤولين آخرين حسبما أفاد موقع «أكسيوس».
وكان ديرمر وبرنياع قد التقيا ويتكوف في روما الجمعة؛ حيث انعقدت الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأمريكية.
وفي وقت سابق، أرسل ترامب وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، للقاء نتنياهو بهدف تنسيق المواقف بشأن المفاوضات مع إيران.
وقالت كريستي نويم، يوم الاثنين، إنها أجرت «محادثة صريحة للغاية» مع نتنياهو بشأن المفاوضات مع إيران.
ولم يتوقف ترامب في إسرائيل خلال جولته بالشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الشهر، وأدلى بتصريحات سياسية زعزعت ثقة إسرائيل الراسخة بشأن علاقاتها بالولايات المتحدة. ونفى نتنياهو التكهنات بشأن وجود خلاف مع الإدارة الأمريكية، في حين قلل ترامب أيضاً من وجود أي إشارة إلى قطيعة.
وقالت كريستي نويم في حديث لشبكة «فوكس نيوز» إنها أبلغت نتنياهو بأهمية إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن المفاوضات مع إيران «بالغة الأهمية»، وتخضع لإطار زمني ضيق. وصرحت: «لسنا بصدد الحديث عن أسابيع، أو شهور، أو سنوات قبل أن يتخذ ترامب قراره بشأن كيفية التعامل مع إيران. الإيرانيون منحوا مهلة قصيرة جداً، هي أيام معدود فقط».
والأسبوع الماضي، ذكرت شبكة «سي إن إن» أن معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لاحتمال ضرب منشآت نووية إيرانية. وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، وسط تباين في وجهات النظر داخل واشنطن بشأن نية إسرائيل تنفيذ الهجوم.
وأوضح مصدر مطلع أن احتمال الضربة ارتفع في الأشهر الأخيرة، خاصة إذا توصلت واشنطن إلى اتفاق لا يشمل التخلص من كامل مخزون إيران من اليورانيوم.
وأضافت الشبكة أن التقييم الاستخباراتي استند إلى تصريحات علنية وخاصة لمسؤولين إسرائيليين، واعتراض اتصالات، وتحركات عسكرية بينها نقل ذخائر وإتمام مناورات جوية.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن إسرائيل هجوماً على منشآت نووية إيرانية. وفي بيانين منفصلين صدرا السبت، حذّر الجيش الإيراني والقوات الموازية في جهاز «الحرس الثوري» من أن إسرائيل ستتعرض «لرد مدمر وحاسم» إذا هاجمت إيران.