اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
الوكالة الذرية: إسرائيل تضرب العمود الفقري للتخصيب الإيراني إيران تحذر أمريكا من الانخراط المباشر.. وتصاعد المواجهة مع إسرائيل يهدد بتسرب إشعاعي وحرب إقليمية زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى واشنطن.. دبلوماسية الجنرالات وسط اشتعال الجبهات الإقليمية رسائل نارية متبادلة بين طهران وتل أبيب.. هل تقترب المواجهة من نقطة اللاعودة؟ إيران تُحذر نتنياهو: ”لن تنعم بالأمان”.. وتهدد بتوسيع نطاق التصعيد ساعات حاسمة.. تحليل استراتيجي لمآلات العدوان الإسرائيلي على إيران كيف تستطيع دولة الاحتلال تدمير «فوردو» الأكثر تحصيناً في إيران؟ بين قنبلة محتملة وصفقة متعثرة.. ترمب يشترط الاستسلام وطهران تنتظر في الأزمات.. هل يختفي القرار الأوروبي في الظل الأمريكي؟ وسط تضارب استخباراتي مع إسرائيل.. ترمب يتجاهل تقييمات واشنطن ويحذّر من اقتراب إيران من القنبلة النووية مجموعة السبع تتخلى عن إصدار بيان مشترك بشأن أوكرانيا.. وزيلينسكي: الدبلوماسية تمر بأزمة 271 شهيداً وجريحاً.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب «مجزرة ضد الجياع» شمال قطاع غزة

بين قنبلة محتملة وصفقة متعثرة.. ترمب يشترط الاستسلام وطهران تنتظر

إيران
إيران

تتسارع وتيرة التصعيد العسكري والدبلوماسي في الشرق الأوسط مع دخول المواجهة بين إيران وإسرائيل يومها السادس، فيما يبقى موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب غير محسوم بشأن توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران. المشهد الحالي يحمل بصمات مألوفة من سياسة ترمب القائمة على المزج بين التصعيد الكلامي والمناورة السياسية، ولكن مع قدر غير مسبوق من التوتر الإقليمي والغموض الإستراتيجي.

رغم لهجته الحادة وتحذيره من أن "صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد"، لم يتخذ ترمب بعد قراراً نهائياً بالتصعيد العسكري ضد إيران، بحسب ما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال. فخلال اجتماع مع فريق الأمن القومي في البيت الأبيض، نوقشت خيارات عسكرية من ضمنها توجيه ضربات مباشرة، إلا أن القرار ظل معلّقاً، ما يكشف عن تردده المزمن بين الاستعراض والضرب.
هذا التردد يعكس مأزقاً مزدوجاً: فمن جهة، يريد ترمب إبقاء إيران تحت ضغط عسكري ونفسي متزايد، ومن جهة أخرى لا يرغب في التورط في حرب شاملة قد تقوّض صورته كصانع صفقات لا كمشعل حروب.

الطرف الإسرائيلي، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يراقب عن كثب مؤشرات قرار ترمب. فبعد أيام من الضربات الإسرائيلية على منشآت إيرانية، لا تزال تل أبيب تأمل في تدخل أميركي مباشر يكمل المهمة أو يدمر منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت جبل. ومع أن نتنياهو لا يضغط علناً على ترمب، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يلمّحون إلى أن نجاح العملية يعتمد جزئياً على دعم أميركي ثقيل، خصوصاً باستخدام قنابل خارقة للتحصينات لا تمتلكها إسرائيل.

الردع بالقنابل

القنبلة الخارقة للتحصينات MOP (وزنها 30 ألف رطل)، التي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، باتت محوراً في لعبة الشد والجذب. فترمب، بحسب موقع أكسيوس، ينظر إليها كـ"وسيلة ضغط" على طهران وليس فقط كأداة تدمير. هذا يضع خيار استخدامها في منطقة رمادية بين الإنذار والقرار، حيث يمكن التلويح بها دون استخدامها فعلاً.

دفاع أم تهيئة للهجوم؟

في الخلفية، تتحرك القطع العسكرية الأميركية باتجاه الشرق الأوسط، مع إرسال حاملة طائرات ثانية وطائرات مقاتلة إضافية. وتوصف هذه التحركات بأنها "دفاعية"، لكنها تبقي كل السيناريوهات على الطاولة. فوجود 40 ألف جندي أميركي في المنطقة يتطلب حماية، لكنه أيضاً يمنح ترمب أوراقاً هجومية جاهزة إذا أراد التدخل.
وزير الدفاع الأميركي شدد على أن "القوات في وضعية دفاعية"، لكن محللين يرون في ذلك استعداداً مقنّعاً لسيناريوهات محتملة تشمل دعم الضربات الإسرائيلية أو تنفيذ عمليات نوعية ضد منشآت إيرانية.

النافذة الأخيرة

رغم التصعيد، لا تزال نافذة الحل الدبلوماسي مفتوحة نظرياً. فقد ألمحت طهران إلى استعدادها لاستئناف المفاوضات، بينما تسعى واشنطن إلى الحصول على التزامات أكثر وضوحاً قبل خفض التصعيد. وتشير تقارير إلى إمكانية عقد لقاء رفيع المستوى بقيادة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في حال تجاوبت إيران بسرعة.
لكن المشكلة تكمن في التوقيت؛ إذ يطالب ترمب باستسلام "غير مشروط" في وقت تزداد فيه مؤشرات الإحباط لديه من "عدم قدرة إيران على تقديم ردود فورية"، ما يهدد بإغلاق النافذة التفاوضية سريعاً.

يرسل ترمب إشارات متناقضة من خلال تهديداته العلنية المتكررة وتصريحاته على منصة "تروث سوشيال"، التي تراوحت بين التلميح باغتيال المرشد الإيراني خامنئي، وبين إعلانه أنه "لا نية حالياً لذلك". هذا التناقض يزيد من حالة الغموض الاستراتيجي، ويصعّب قراءة النوايا الأميركية بالنسبة لحلفاء واشنطن وخصومها على السواء.

هل نحن على أعتاب تحول إقليمي؟


في حال قرر ترمب استخدام القوة، سواء بصورة محدودة أو واسعة، فقد تتغير قواعد اللعبة الإقليمية جذرياً. فخلافاً للعمليات الإسرائيلية السابقة، فإن دخول أميركا كطرف مباشر سيضع طهران في مواجهة قوتين نوويتين، وسيدفع الوضع نحو صراع أوسع قد يطال مناطق نفوذ إيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
أما إذا اختار الرئيس الأميركي التهدئة عبر تكتيك "التهديد ثم التراجع مقابل تنازلات"، فقد يعود الجميع إلى طاولة المفاوضات، لكن هذه المرة من موقع أكثر هشاشة.

موضوعات متعلقة