اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
رئيس الشاباك يقر بفشله في منع «طوفان الأقصى» ويعلن مغادرة منصبه أميركا بعد 100 يوم من ولاية ترمب الثانية.. استطلاع يكشف أزمة ثقة شعبية وتحديات متفاقمة غزة تحت النار والجوع.. أزمة إنسانية تتفاقم وسط الحصار والقصف المتواصل مأزق الاتفاق النووي الإيراني.. أوروبا تحذر من العودة للعقوبات وسط مفاوضات متعثرة رقائق تحت السيطرة.. مأزق أوروبا بين الاعتماد على الصين وتحديات الاستقلال التكنولوجي انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يؤدي لتضرر الخدمات في شمال أفريقيا 100 يوم من التحدي.. سياسة ترمب وتفكيك النظام العالمي الليبرالي أزمة ”بوينج” والصين.. تصعيد جمركي وبوادر تصالحية وسط منافسة هندية متصاعد جرمانا تحت النار.. أزمة التسجيل المسيء وتداعيات العنف الطائفي في ريف دمشق مقتل 5 أكراد في «هجوم داعشي» بدير الزور.. والشيباني يعرب عن استعداد سوريا تعزيز العلاقات مع الصين هدنة بوتين في عيد النصر.. مبادرة رمزية تربك جهود ترمب وتعمّق الشكوك الأوروبية رئيس وزراء جامو وكشمير يدعو الهند إلى الحذر في ردها بعد الهجوم.. وباكستان ترفع درجة الاستعداد

سوريا تحتفل بسنة جديدة.. لحظة أمل بعد عقود من الظلم والاستبداد

سوريا
سوريا

مع بداية عام 2025، تلوح في الأفق مشاعر مختلطة بين الحزن والفرح في الشوارع السورية، حيث يرفع المواطنون أعلام الثورة ويحتفلون ببدء عام جديد بعد سنوات طويلة من الظلم والاستبداد تحت حكم بشار الأسد. إنه عامٌ لا يشبه أي عام مضى، فاليوم يعيشه السوريون بمذاق مختلف، شعور بالفرح الذي ناضلوا من أجله لعقود، بعد أن تخلصوا أخيرًا من نظام لطالما هدد حياتهم وأرواحهم.

أحمد، الذي يقف في أحد شوارع دمشق رافعًا علم الثورة، لا يصدق ما يحدث. يتساءل: "هل من الممكن أن نعيش حقًا هذا اليوم؟ هل نعيش بالفعل بداية سنة جديدة بلا بشار الأسد؟". يشدّ العلم أكثر إلى صدره في لحظة من الصمت، ويشعر بارتباك داخلي، ففي لحظة واحدة، تتحقق أمنية طالما كانت مستحيلة. يصعب على الكثيرين تصديق أن هذا اليوم قد جاء أخيرًا، بعد سنوات من الاضطهاد والقتل.

وفي ساحة الأمويين، حيث تتجمع الجموع، تجسد لحظة الفرح والاحتفال مع خيبة الأمل على ما فقدوه من أحباء. جوليا، التي كانت تشاهد الأحداث بحذر، ما زالت تحمل في قلبها ذكرى أخيها الذي مات في سجن صيدنايا تحت التعذيب. تمسح دموعها بين الفينة والأخرى، لكن الفرح لا يتوقف. لم يكن بإمكان أحد أن يتخيل يومًا أن يتحقق هذا الحلم. "هل حقًا رحل الأسد؟"، تتساءل بصوت منخفض، قبل أن تهتف مع الحشود: "نعم، لقد رحل".

وفي وسط الاحتفالات، كان هناك أيضًا حضور فني وموسيقي، حيث قررت الفنانة السورية أن تشارك الشعب فرحته، وخرجت إلى ساحة الأمويين تحمل معها حلوى "الشعيبيات" الإدلبية الشهيرة. قامت بتوزيعها على المحتفلين قائلة: "نريد أن نحيا، وأن تحيا سوريا عزيزة كريمة كما تليق بعروس الشام". تلك الحلوى لم تكن مجرد طعام، بل كانت رمزًا للأمل في زمن صعب، وأداة للتعبير عن اللحظة التاريخية التي يعيشها السوريون اليوم.

وبينما تحتفل الشوارع السورية، لا يمكن نسيان المعاناة التي مر بها السوريون على مدار سنوات طويلة، فقد تعرضوا لأبشع أنواع القمع، وابتلعهم الصمت والخوف لفترات طويلة. واليوم، رغم الألم والفقر، يتجمعون معًا للاحتفال بهذه اللحظة الفارقة في تاريخهم. يقول البعض إن هذه اللحظة هي انتصار للحرية، حتى وإن كانت لم تُمحَ بعد آثار الدمار، ورغم أن الغائبين لن يعودوا، إلا أن الاحتفالات تبقى تعبيرًا عن إرادة الحياة.

ووسط هذا الحلم الذي تحقق أخيرًا، تقول هدى، إحدى المشاركات في الاحتفالات: "لقد تغلبت هذه الأرض على العديد من الغزاة، ولن تغصّ بنصف قرن من الظلام". كلماتها تأتي بمثابة رسالة للجميع بأن الشعب السوري لن يظل في الظلام إلى الأبد، وأنه سيواصل النضال ليبني مستقبله بحرية.

دمشق اليوم لا تشبه نفسها، كما يقول الكثيرون. "لقد تغير الجسد السوري كثيرًا، وتشوّهت الروح"، تقول جوليا وهي تبتسم رغم دموعها، لأن الحياة يجب أن تستمر. وتضيف: "أولئك الذين حرمونا الحياة، لفظتهم سوريا أخيرًا، كي ترتاح". سوريا التي تعرضت للدمار تحت حكم الأسد، اليوم تحتفل بانتقال السلطة وتستقبل سنة جديدة بآمال كبيرة.

وفي كل زوايا المدينة، يتأكد السوريون أنه يمكنهم أن يحتفلوا بالفرح ولو ليوم واحد فقط. رغم أن الدموع لم تجف تمامًا، إلا أن قلوب السوريين اليوم مليئة بالأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل.

السوريون يقلبون صفحات التاريخ، يتأكدون أن 2025 هو عام جديد بلا بشار الأسد، لكنهم يعلمون جيدًا أن الطريق ما زال طويلًا. إنهم اليوم لا يحتفلون فقط بانتهاء حكم، بل يحتفلون بفرصة جديدة لبناء وطنهم بعيدًا عن القمع والدمار.