واشنطن تحذر وتهدد بعقوبات على الدول المعادية للكيان الصهيوني

أعربت الولايات المتحدة الأمريكية، عن رفضها لأي خطوات أحادية الجانب تهدف إلى الاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معتبرة أن مثل هذه التحركات تقوض فرص التوصل إلى حل الدولتين عبر الطرق الدبلوماسية المتفق عليها.

وأرسلت الإدارة الأمريكية مذكرة دبلوماسية إلى عدد من العواصم العالمية تحثّ فيها الدول على عدم المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المرتقب بشأن حل الدولتين، والذي يهدف إلى مناقشة سبل دفع عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، وفقًا لوكالة "رويترز" .

وأضافت الوكالة أن واشنطن هدّدت بفرض عقوبات على الدول التي قد تتخذ "إجراءات معادية لإسرائيل" عقب نتائج أو توصيات المؤتمر، في إشارة إلى محاولات دولية متزايدة للاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967.

وتستضيف منظمة الأمم المتحدة "مؤتمر حل الدولتين" بين 17 و20 يونيو برئاسة مشتركة سعودية ــ فرنسية.

وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، ويأمل الفلسطينيون بتحقيق مزيد من الاعترافات.

وكانت فرنسا والسعودية أطلقت باجتماعين متوازيين في باريس ونيويورك الشهر الماضي زخم التحضيرات لمؤتمر حل الدولتين، ففي باريس، استضاف وزير الخارجية جان نويل بارو، نظراءه من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن (الأمير فيصل بن فرحان وبدر عبد العاطي وأيمن الصفدي)، لجلسة عمل مخصصة للتحضير للمؤتمر.

وترافق ذلك مع انعقاد اجتماع مماثل، بقيادة فرنسية - سعودية، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث دعت رئيسة الوفد السعودي، منال رضوان، إلى المشاركة في جهود متضافرة من أجل إقامة دولة فلسطينية "ليس كبادرة رمزية، بل كضرورة استراتيجية" لإحلال "السلام الإقليمي".

ودلّ الاجتماعان على أن التحضيرات قد انطلقت بوتيرة مكثفة للمؤتمر، وأن الطرفين الراعيين يريدان تحقيق اختراق فعلي من شأنه فتح الباب مجددًا أمام الحل السياسي.

من جانبه، قال السفير ماجد عبدالفتاح، مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة، إنَّ الاعتراف الفرنسي والبريطاني بالدولة الفلسطينية، يُعزز من فرص تحقيق حلِّ الدولتين وغير مسموح التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني.

و أضاف أنَّ الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية يُزيد الضغط على الولايات المتحدة لاتخاذ موقف مماثل، وشدد مندوب الجامعة العربية على رفض وجود كيانات مسلحة مدعومة من الاحتلال داخل قطاع غزة، وحمّل مجلس الأمن مسؤولية فشل إصدار قرار بوقف الحرب على غزة، مشيرًا إلى أنَّ مجلس الأمن غير قادر على تحمل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية، معلنًا نية الانضمام إلى إسبانيا في مشروع قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ويتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت المقبل، إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة حول حلَّ الدولتين الذي تنظمه السعودية وفرنسا.

وكانت الأمم المتحدة دعت لتنظيم المؤتمر إثر الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن "عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين".

وكلفت المنظمة الدولية باريس والرياض لتنظيم هذا المؤتمر الذي من المتوقع أن يدعو إلى إنهاء الاحتلال، وإنهاء الحرب على غزة، وإقامة دولة فلسطين.

ومن المتوقع، أن يعلن عدد من الدول عن الاعتراف بدولة فلسطين وعدد آخر عن مسار الاعتراف بها، حيث يبلغ عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين نحو 150 دولة، لكن عددًا من الدول الغربية الكبرى لم تعترف بها بعد.