غضب عربي ضد الضربات الإسرائيلية لإيران.. تحذيرات من التصعيد وتضامن مع طهران

أثارت الضربات الجوية التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الجمعة على أهداف عسكرية ومدنية داخل إيران موجة إدانة واسعة من عدة دول عربية، في مشهد يعكس قلقاً إقليمياً متصاعداً من تداعيات التصعيد الإسرائيلي ـ الإيراني، ومخاوف حقيقية من انزلاق المنطقة إلى نزاع أوسع.
العملية العسكرية وأبعادها
استهدفت الهجمات الإسرائيلية مناطق استراتيجية، أدت إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين الإيرانيين، من بينهم شخصيات رفيعة مثل قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، إضافة إلى عدد من العلماء النوويين، وفق تقارير إعلامية. هذا التصعيد العسكري المفاجئ جاء في لحظة إقليمية دقيقة، تشهد فيها المنطقة جهوداً دبلوماسية مكثفة لإعادة التفاوض النووي وتثبيت الاستقرار الأمني.
ردود الفعل العربية
لبنان: تقويض للجهود الدولية
الرئيس اللبناني جوزيف عون وصف الضربات بأنها ليست موجهة ضد إيران فحسب، بل ضد كل مساعي حفظ الاستقرار في الشرق الأوسط. واعتبر أن ما جرى يهدد المبادرات القائمة لتفادي اندلاع نزاع شامل، مطالباً المجتمع الدولي بتحرك عاجل لردع إسرائيل ومنع انزلاق الأوضاع نحو المجهول. كما عبّر عن تعازيه لإيران، في موقف لافت يعكس توجهاً نحو التضامن الكامل مع طهران في هذه اللحظة الحرجة.
الأردن: رفض لاستخدام المجال الجوي
بدورها، أدانت الحكومة الأردنية الهجوم بشدة، مؤكدة أن الأردن لن يسمح بأن يكون ساحة لأي صراع إقليمي، ولا باستخدام مجاله الجوي لأي غرض عدواني، في رسالة واضحة موجهة للفاعلين الدوليين والإقليميين حول حدود ما يمكن قبوله أردنياً في هذا التصعيد.
قطر: انتهاك لسيادة إيران
وصفت وزارة الخارجية القطرية الهجمات بأنها "انتهاك صارخ للسيادة الإيرانية"، مؤكدة أن هذا التصرف يعرقل الجهود الدولية لخفض التصعيد. قطر، التي تلعب أدواراً وساطية في عدد من الملفات الساخنة، ترى أن هذا الهجوم يقوّض مسارات الحوار ويضع المنطقة أمام احتمالات خطيرة.
الإمارات: دعوة عاجلة لوقف إطلاق النار
من جانبها، عبّرت الإمارات عن إدانة شديدة للهجوم العسكري الإسرائيلي، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل من أجل وقف إطلاق النار وضبط النفس. وأشارت إلى ضرورة حماية السلم الإقليمي والدولي، محذرة من اتساع رقعة الصراع إذا استمر هذا النهج العدواني.
سلطنة عمان: عدوان خطير ونيّة متعمدة لإفشال الحلول السلمية
أصدرت سلطنة عمان بياناً حاد اللهجة، وصفت فيه الغارات الإسرائيلية بأنها "تصعيد متهور وانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة". وأكدت الخارجية العمانية أن التوقيت المتزامن مع جهود استئناف المفاوضات النووية يكشف نية إسرائيل لعرقلة المسار الدبلوماسي وإشعال صراع واسع. وطالبت المجتمع الدولي بتحرك حازم لإدانة وردع هذا السلوك الذي يهدد استقرار الإقليم.
دلالات التصعيد وقراءة أولية في المواقف
يشير هذا الإجماع العربي على إدانة الضربات الإسرائيلية إلى تحول في المزاج الإقليمي نحو رفض التصرفات الأحادية التي تؤدي إلى زعزعة الأمن الجماعي، مهما كانت طبيعة الخلافات مع طهران. وبينما تتباين مواقف هذه الدول في علاقاتها مع إيران، إلا أن القاسم المشترك في ردود الفعل هو التحذير من الانزلاق إلى حرب إقليمية، والتمسك بضرورة الحفاظ على مسارات الحوار والتهدئة.
من جهة أخرى، يعكس الموقف الرسمي العربي إدراكاً عميقاً بأن أي مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران لن تقتصر نيرانها على أطرافها المباشرين، بل ستمتد إلى الإقليم بأسره، بما فيه دول الخليج وبلاد الشام، مما يهدد مصالح الأمن القومي العربي.