اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة في حي الصبرة بغزة حماس توجه تحذيرا شديدا لإسرائيل بهذا الشأن بشأن غزة.. مباحثات هاتفية مصر وإيران عملية الشبكة العنكبوتية.. كيف أججت ضربة أوكرانيا التصعيد الروسي وتصدعت معها مواقف ترمب؟ اليمين التكنولوجي.. تحالف هش بين الابتكار والمحافظة.. أزمة ترمب وماسك نموذجاً الإدارة الذاتية في دمشق.. بين حلم اللامركزية وواقع المركزية.. مفاوضات شاقة على طريق الدمج السوري لوس أنجلوس تشتعل.. اعتقالات المهاجرين تفجّر احتجاجات ومواجهات عنيفة مع الشرطة حماس: لا بديل لغزة إلا التحرير الشامل وفلسطين من البحر إلى النهر الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات ضد إسرائيل بسبب غزة خان يونس تحت النار.. استشهاد 34 فلسطينيا وانهيار المنظومة الصحية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل كيف تموّل إسرائيل حرب غزة عبر الأسواق الأميركية؟ الطلاب الصينيون في أميركا.. معركة التأشيرات بين الأمن القومي والحرب الباردة الأكاديمية

اليمين التكنولوجي.. تحالف هش بين الابتكار والمحافظة.. أزمة ترمب وماسك نموذجاً

ماسك
ماسك

يشهد المشهد السياسي الأميركي تغيراً نوعياً مع بروز ما يعرف بـ"اليمين التكنولوجي" (Tech Right)، وهو تيار ناشئ داخل النخبة التكنولوجية في وادي السيليكون، يجمع بين تبني الليبرالية الاقتصادية والدعوة إلى حرية الابتكار، وبين المواقف السياسية المحافظة التي تتقاطع أحياناً مع أجندة الرئيس السابق دونالد ترمب. غير أن الأزمة الأخيرة بين ترمب والملياردير إيلون ماسك تعكس هشاشة هذا التحالف، وتكشف عن حدود التقاطع بين رجال الأعمال التكنولوجيين والتيار الشعبوي المحافظ.

من هو "اليمين التكنولوجي"؟

يشير مصطلح "Tech Right" إلى طيف جديد داخل السياسة الأميركية، يتكون من رواد التكنولوجيا والمستثمرين المؤثرين الذين يعتنقون سياسات اقتصادية ليبرالية، لكنهم في الوقت ذاته يتبنون خطاباً سياسياً محافظاً في بعض القضايا. يطالب هذا التيار بتحرير التكنولوجيا من قيود التنظيمات الحكومية، ويدافع عن حرية التعبير الرقمية، ويعارض سياسات الرقابة والتنظيم، خاصة تلك التي تستهدف الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية.

ملامح التيار

تحرير الاقتصاد الرقمي: يؤمن أنصار اليمين التكنولوجي بأن الابتكار لا يزدهر إلا في بيئة خالية من القيود، ويطالبون بتقليص الدور الرقابي للدولة على شركات التكنولوجيا.

مناهضة البيروقراطية: يرون أن البيروقراطية الحكومية تعرقل التقدم التكنولوجي، ويعارضون القوانين التي تفرض رقابة على أدوات التكنولوجيا الجديدة.

دعم القطاع الخاص في المشاريع السيادية: مثل الدفاع والفضاء، في ظل قناعة بأن الشركات التقنية أكثر كفاءة من المؤسسات الحكومية.

التقاطع مع المحافظين: رغم تباين بعض المواقف، يتفقون مع اليمين التقليدي في دعم حرية التعبير، ومعارضة السياسات اليسارية في الجامعات والإعلام.

توتر العلاقة بين ترمب وماسك

مثّل التحالف بين دونالد ترمب وعدد من رموز Tech Right مثل إيلون ماسك وبيتر ثيل نقطة تحول في العلاقة بين السياسة والتكنولوجيا. لكن هذه العلاقة بدأت تتفكك مع تنامي خلافات حادة حول سياسات ترمب الاقتصادية والتنظيمية، إذ يرى ماسك، على سبيل المثال، أن تدخل الدولة المتزايد في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية يقوض حرية الابتكار، ويضر بالمستقبل التكنولوجي للولايات المتحدة.

الخلاف العلني بين ترمب وماسك لم يكن مجرد اختلاف شخصي، بل هو انعكاس لانقسام أعمق داخل المعسكر المحافظ حول طبيعة العلاقة مع قطاع التكنولوجيا. ففي حين يسعى ترمب لاستقطاب أصوات القاعدة الشعبية بوعود الحماية الاقتصادية والتشريعات الصارمة، يرى رموز Tech Right أن مستقبل أميركا يكمن في إطلاق العنان للابتكار وتحرير السوق.

أبرز الوجوه الفاعلة

إيلون ماسك: من أبرز الأصوات المطالبة بإلغاء القيود الحكومية، ويدعو إلى تحرير الذكاء الاصطناعي من الرقابة. كان مقرباً من ترمب لكنه ابتعد لاحقاً بسبب تباين السياسات.

بيتر ثيل: داعم بارز لترمب، لكنه يركّز على أهمية القوة التقنية كوسيلة للهيمنة الجيوسياسية، ويدعو إلى تقليص البيروقراطية.

ديفيد ساكس: مستشار سابق في إدارة ترمب، مؤيد للثورة الرقمية في مجال العملات والذكاء الاصطناعي، ويدعو إلى إلغاء التدخل الحكومي.

مارك أندريسن: أحد رواد رأس المال الجريء في سيليكون فالي، يروج لفكرة أن التنظيمات الحكومية تعرقل مستقبل الذكاء الاصطناعي.

التداعيات السياسية

مع اقتراب الانتخابات الأميركية، تتزايد محاولات استقطاب Tech Right من كلا الحزبين، لكن يبدو أن هذا التيار يرفض الانصهار الكامل في أي أجندة سياسية تقليدية. فرغم تقاربه من الجمهوريين، إلا أن تمسكه بالحرية المطلقة للتكنولوجيا، ورفضه للقيود الحكومية، يجعله أقرب إلى تيار ثالث غير متجانس، يعيد رسم الحدود التقليدية بين اليمين واليسار.

أزمة ترمب وماسك كشفت أن التحالف بين السياسة المحافظة ورجال التكنولوجيا ليس دائماً تحالف مصالح دائم، بل تحالف مشروط بالتوافق حول القضايا الكبرى: التنظيم، الضرائب، والرقابة. "اليمين التكنولوجي" اليوم يقف عند مفترق طرق، بين التماهي مع أجندات سياسية لا تخدم الابتكار، وبين التمرد عليها لتشكيل توجه جديد يعيد تعريف العلاقة بين السلطة والتقنية.

موضوعات متعلقة