اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

بين الوعود الدبلوماسية والمصالح المتشابكة.. واشنطن وموسكو على مفترق طرق جديد

روسيا والولايات المتحدة
روسيا والولايات المتحدة

تشهد العلاقات الروسية–الأميركية منعطفاً جديداً مع تعيين ألكسندر دارتشييف سفيراً لموسكو في واشنطن، وتصريحات متبادلة توحي برغبة في إعادة جسور التواصل التي تقطّعت خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من عقوبات أميركية صارمة وانقطاع شبه كامل في القنوات الدبلوماسية المباشرة في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

في بيان بمناسبة يوم روسيا، أعاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تأكيد موقف بلاده الداعم "للشعب الروسي"، مشيراً إلى التزام واشنطن بمستقبل أكثر إشراقاً لروسيا، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة انخراط موسكو بشكل بنّاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تعد العقبة الأبرز أمام تطبيع العلاقات. موقف روبيو، وإن بدا دبلوماسياً، يعكس سياسة مزدوجة: دعم الشعب مقابل محاسبة النظام.

من جانبه، حمل السفير الروسي الجديد خطاباً تصالحياً واضحاً، إذ أكد عقب لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب التزامه بـ"استعادة العلاقات بشكل كامل"، مشيراً إلى بدء محادثات غير رسمية حول قضايا التعاون التجاري واستئناف الرحلات الجوية وتخفيف القيود المفروضة على البعثة الدبلوماسية الروسية. ورغم نفيه وجود اتفاقات محددة بشأن عقد قمة رئاسية بين بوتين وترمب، إلا أنه لمح إلى أن "التحضيرات جارية".

هذه التصريحات تكتسب أهمية مضاعفة في ظل مؤشرات متزايدة على تحولات محتملة في السياسة الأميركية تجاه روسيا، خاصة مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض، حيث يُعرف الرئيس الجمهوري بموقفه الأكثر مرونة تجاه موسكو مقارنةً بسلفه بايدن. وقد أشار ترمب بنفسه إلى رغبته في التوسط لعقد محادثات سلام بين موسكو وكييف، واقترح أن تكون الفاتيكان منصة لهذه المفاوضات.

لكن هذا التوجه التصالحي يصطدم بواقع معقّد. فالولايات المتحدة لا تزال تدعم أوكرانيا عسكرياً وسياسياً، وتُبقي على منظومة عقوبات ضخمة ضد روسيا. كما أن الداخل الأميركي يشهد انقساماً حاداً حول الموقف من موسكو، حيث ترى بعض النخب السياسية أن التهدئة مع الكرملين ستُفهم كتنازل، في حين يراها آخرون مدخلاً ضرورياً لإنهاء الحرب وتخفيف حدة التوتر العالمي.

تفاصيل التحولات الدبلوماسية

التوقيت الحرج: تعيين السفير الروسي تزامن مع ذكرى إعلان السيادة الروسية في 1990، وهو توقيت رمزي يعيد التذكير بجذور الانفصال الروسي عن الاتحاد السوفيتي وبداية تشكّل روسيا الاتحادية الحديثة. كذلك جاء في ظل عودة ترمب للبيت الأبيض، ما قد يُشكل نافذة جديدة لتفاهمات خلف الكواليس.

الأولويات الدبلوماسية الجديدة

السفير دارتشييف حدّد أولويات عمله بإعادة القنوات التجارية، وتسهيل التأشيرات، وتخفيف ما وصفه بـ"القيود العبثية"، وهي مؤشرات على محاولة استعادة الثقة عبر قضايا غير أمنية. لكن من غير الواضح إن كانت واشنطن مستعدة فعلاً لمنح موسكو تنازلات جوهرية في ظل الحرب المستمرة.

تحولات محتملة في الموقف الأميركي: مع تعهد ترمب بالوساطة، واحتمالات عقد قمة مستقبلية، يُطرح تساؤل حول ما إذا كانت إدارة ترمب الجديدة ستمضي في اتجاه "تطبيع حذر"، أم ستظل توازن بين لغة السلام والمصلحة الاستراتيجية في دعم كييف.

موضوعات متعلقة