أكثر من 30 شهيداً في هجوم دولة الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة توزيع مساعدات

ذكرت سلطات الصحة في غزة أن أكثر من 30 فلسطينيا قُتلوا وأصيب نحو 170 يوم الأحد في جنوب القطاع قرب نقطة لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية.
وقال شهود إن جنودا دولة الاحتلال إسرائيليين أطلقوا النار على أشخاص كانوا يحاولون تسلم المساعدات الغذائية.
ونفى جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على المدنيين.
وذكرت مؤسسة غزة الإنسانية ومقرها الولايات المتحدة أنه لم تقع أي حوادث خلال عملية توزيع المساعدات يوم الأحد عند نقطة التوزيع في رفح، وأن الأمور سارت بشكل طبيعي دون سقوط قتلى أو مصابين.
ونشرت المؤسسة لقطات مصورة لا تحمل تاريخا، وقالت إنها لعمليات توزيع المساعدات في أحد المواقع دون الإبلاغ عن أي مشكلات. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل، والتي أظهرت عشرات الأشخاص يتجمعون حول أكوام من الصناديق على ما يبدو.
وقال شهود إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار على آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا لتسلم المساعدات الغذائية. وقال جيش الاحتلال إن تحقيقا أوليا خلص إلى أن الجنود لم يطلقوا النار على مدنيين في أثناء تواجدهم بالقرب من موقع التوزيع أو داخله.
وأعلنت وزارة صحة غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن 31 شخصا استشهدوا بأعيرة نارية إسرائيلية في الرأس والصدر أثناء تجمعهم في منطقة توزيع المساعدات بحي العلم في رفح. وأضافت أن 169 شخصا أصيبوا.
وقال سكان ومسعفون أيضا إن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على آلاف الأشخاص الذين كانوا في طريقهم إلى مركز توزيع المساعدات في رفح.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المستشفى الميداني التابع لها في رفح استقبل 179 مصابا معظمهم أصيبوا بطلقات نارية أو تعرضوا لشظايا.
وأضافت اللجنة “أفاد جميع المصابين بأنهم كانوا يحاولون الوصول إلى موقع توزيع المساعدات. هذا أكبر عدد من الإصابات الناجمة عن أسلحة في واقعة واحدة منذ إنشاء المستشفى الميداني قبل أكثر من عام”.
وأعلنت الأمم المتحدة أن معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة معرضون لخطر المجاعة بعد أن منعت دولة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى القطاع على مدار 11 أسبوعا.
وأطلقت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية أولى مواقعها الخاصة بالتوزيع الأسبوع الماضي، وقالت إنها ستطلق المزيد. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مؤسسة غزة الإنسانية أقامت أربعة مواقع حتى الآن.
وتعرضت المؤسسة لانتقادات واسعة من المجتمع الدولي إذ قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن خططها الإغاثية لن تؤدي إلا إلى تهجير الفلسطينيين قسرا وإثارة المزيد من العنف.
وشهدت مواقعها الأسبوع الماضي فوضى عارمة، حيث اندفع سكان غزة الجائعون إليها. وأفادت حماس بوقوع وفيات وإصابات خلال الاضطرابات، وقالت دولة الاحتلال الإسرائيلي إن قواتها أطلقت أعيرة تحذيرية.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس إن فرقا طبية دولية في غزة أشارت إلى وجود “خسائر بشرية كبيرة، منهم عشرات الجرحى والقتلى من المدنيين الجوعى بسبب إطلاق النار”.
وأضاف لازاريني في بيان أن “توزيع المساعدات أصبح مصيدة للموت”. وأضاف أن توزيع المساعدات يجب أن يتم “فقط من خلال الأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا”.
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي تديره حماس، دولة الاحتلال الإسرائيلي باستخدام المساعدات كسلاح “لاستغلال المدنيين الجائعين وجمعهم قسرا في مناطق قتل مكشوفة يديرها ويراقبها جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال مسعف يدعى أبو طارق في مجمع ناصر الطبي في خان يونس “فيه شهدا، فيه إصابات، إصابات متعددة. الوضع كارثي في المكان هذا. أنصحهم ولا واحد يروح (إلى نقاط توزيع المساعدات). بيكفّي خلاص”.
وتنفي دولة الاحتلال الإسرائيلي أن يكون سكان غزة يعانون من الجوع بسبب عملياتها وتقول إنها تسهل تسليم المساعدات مشيرة إلى تأييدها لمراكز التوزيع التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية وموافقتها على دخول شاحنات مساعدات أخرى إلى غزة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي إن الكثير من سكان غزة “يتضورون جوعا”.
وتتهم دولة الاحتلال الإسرائيلي حماس بسرقة الإمدادات المخصصة للمدنيين واستخدامها لتعزيز قبضتها على غزة. وتنفي الحركة نهب الإمدادات وأعدمت عددا من اللصوص المشتبه بهم.
وقالت رضا أبو جازر إن شقيقها قُتل بينما كان ينتظر لاستلام الطعام من مركز توزيع مساعدات في رفح. وأضافت بينما تجمع فلسطينيون لأداء صلاة الجنازة أنه يتعين أن “يوقفوا هذه المجازر، يوقفوا الإبادة هادي. بيبيدوا فينا، قاعدين بيموتونا”.
وذكر الهلال الأحمر أن 14 فلسطينيا أصيبوا بالقرب من موقع منفصل لتوزيع المساعدات في وسط غزة أمس الأحد. وتدير مؤسسة غزة الإنسانية ذلك الموقع أيضا.
في غضون ذلك، تبادلت دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس الاتهامات بعرقلة محاولة وساطة عربية وأمريكية جديدة للتوصل لاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار والإفراج عن أسرى إسرائيليين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في غزة، مقابل فلسطينيين محتجزين في سجون دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت حماس يوم السبت إنها تسعى لإدخال تعديلات على مقترح مدعوم من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، لكن ستيف ويتكوف مبعوث ترامب قال إن رد حماس “غير مقبول على الإطلاق”.
وقالت مصر وقطر أمس الأحد إنهما تواصلان جهودهما لتقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ورحبت حماس في بيان لها بهذه الجهود وأعربت عن استعدادها لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة فورا للتوصل إلى اتفاق.
وبدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية في غزة عقب هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي تشير إحصاءات دولة الاحتلال الإسرائيليية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 أسيراً إلى غزة.
وقتلت الحملة الإسرائيلية ما يزيد على 54 ألف فلسطيني ودمرت مساحات واسعة من غزة بما في ذلك معظم المباني في القطاع ودفعت معظم سكانه للنزوح والعيش في مخيمات مؤقتة.